أمام جهاز الغسيل الكلوى، بمركز الإسراء بقرية أم دينار، يلقى محمود
حجازى، شاب في الخامسة والعشرين، جسده النحيف، الذي غطته الخراطيم
المتشعبة، على سرير متهالك.. «محمود» الذي سلم أمره لقضاء الله لا يعرف
السبب وراء إصابته بالفشل الكلوى في هذه السن المتقدمة، إلا أن جميع أهالى
القرية يعلمون ما يجهله الشاب المريض، فكثرة الحالات المصابة في قريته
والقرى المحيطة، تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن مياه الشرب، والمحاصيل التي
يتم ريها بمياه الصرف الصحى وراء انتشار المرض.
وعلى السرير المجاور تمدد الطفلة دنيا عبدالله، التي لم يتجاوز عمرها أصابع اليدين، جسدها انتظارا لتركيب خراطيم الغسيل الكلوى، ووجهت عينيها إلى النافذة المطلة على أطفال يلعبون خارج وحدة الغسيل الكلوى، وكأن لسان حالها يعجز عن الكلام.
هذان المشهدان يعكسان حجم معاناة ما يزيد على 150 ألف نسمة مع مرض الفشل الكلوى الذي انتشر بين الأهالى كالطاعون بسبب تلوث مياه الشرب بمياه الصرف الصحى.
وكشفت جولة لـ«المصرى اليوم» داخل قرى الرهاوى وأم دينار وكفر حجازى، التابعة لمركز المناشى بالجيزة، عن وجود مجرى مائي لمياه الصرف الصحى والصرف الصناعي الزارعي، يمتد ما يقرب من 120 كيلومتراً، أطلق عليه الأهالي لقب «الرشاح القاتل» بسبب تصديره السموم والأمراض للإنسان، ويصب مباشرة في مياه نهر النيل في قرية الرهاوى بمحافظة الجيزة.
وحاولنا خلال الجولة التأكد من منبع «الرشاح» قبل التأكد من مصبه، إذ ينبع من منطقة العياط، مرورا بالبدرشين والمنصورية والهرم ثم ينحدر، عبر ما يزيد على 120 كيلو متراً يصل فيها إلى مركز المناشى بمحافظة الجيزة، عند مثلث من القرى المنتشرة منها كفر حجازى، ونكلا وأم دينار، وأبو غالب، والقطا، والرهاوى، وينتهى بصرف 19 مليون متر مكعب من مياه الصرف الصحى يوميا في مياه النيل، بالمخالفة للقانون رقم 48 لعام 1982 بشأن حماية النيل، الذي يلزم الحكومة بمعالجة المياه وتنقيتها قبل صرفها في النيل.
ورصدت الجولة التقاء مياه الصرف الصحى بنهر النيل، عند قرية الرهاوى، وشاهدنا جلوس مجموعة من النساء، طلبن منا سرعة إنقاذهم من هذا الرشاح الذي تسبب في انتشار الأمراض في منطقتهم،
بينما شاهدنا استحمام طفلة صغيرة في
مياه الرشاح، قالت لنا أمها: «وماذا أفعل لا توجد مياه نظيفة، والجميع
يستغل هذه المياه، فنحن نزرع ونسقى منها».
معاناة الأهالى مع «الرشاح القاتل» كما ترويها هويدا فتاة في العشرين من عمرها حاصلة على دبلوم تجارى: «منذ أن ولدنا ونحن نرى هذا الرشاح، حذرونا من مياهه، لكننا وجدنا الناس تصرف الصرف الصحى في مياهه، وفي الوقت نفسه وجدنا المزارعين يسقون من مياهه، والسبب في ذلك عدم توفر مياه نظيفة لرى الأراضى، فنحن نعتمد على المياه الجوفية ونهر النيل على بعد أمتار منا».
وعلى السرير المجاور تمدد الطفلة دنيا عبدالله، التي لم يتجاوز عمرها أصابع اليدين، جسدها انتظارا لتركيب خراطيم الغسيل الكلوى، ووجهت عينيها إلى النافذة المطلة على أطفال يلعبون خارج وحدة الغسيل الكلوى، وكأن لسان حالها يعجز عن الكلام.
هذان المشهدان يعكسان حجم معاناة ما يزيد على 150 ألف نسمة مع مرض الفشل الكلوى الذي انتشر بين الأهالى كالطاعون بسبب تلوث مياه الشرب بمياه الصرف الصحى.
وكشفت جولة لـ«المصرى اليوم» داخل قرى الرهاوى وأم دينار وكفر حجازى، التابعة لمركز المناشى بالجيزة، عن وجود مجرى مائي لمياه الصرف الصحى والصرف الصناعي الزارعي، يمتد ما يقرب من 120 كيلومتراً، أطلق عليه الأهالي لقب «الرشاح القاتل» بسبب تصديره السموم والأمراض للإنسان، ويصب مباشرة في مياه نهر النيل في قرية الرهاوى بمحافظة الجيزة.
وحاولنا خلال الجولة التأكد من منبع «الرشاح» قبل التأكد من مصبه، إذ ينبع من منطقة العياط، مرورا بالبدرشين والمنصورية والهرم ثم ينحدر، عبر ما يزيد على 120 كيلو متراً يصل فيها إلى مركز المناشى بمحافظة الجيزة، عند مثلث من القرى المنتشرة منها كفر حجازى، ونكلا وأم دينار، وأبو غالب، والقطا، والرهاوى، وينتهى بصرف 19 مليون متر مكعب من مياه الصرف الصحى يوميا في مياه النيل، بالمخالفة للقانون رقم 48 لعام 1982 بشأن حماية النيل، الذي يلزم الحكومة بمعالجة المياه وتنقيتها قبل صرفها في النيل.
ورصدت الجولة التقاء مياه الصرف الصحى بنهر النيل، عند قرية الرهاوى، وشاهدنا جلوس مجموعة من النساء، طلبن منا سرعة إنقاذهم من هذا الرشاح الذي تسبب في انتشار الأمراض في منطقتهم،
معاناة الأهالى مع «الرشاح القاتل» كما ترويها هويدا فتاة في العشرين من عمرها حاصلة على دبلوم تجارى: «منذ أن ولدنا ونحن نرى هذا الرشاح، حذرونا من مياهه، لكننا وجدنا الناس تصرف الصرف الصحى في مياهه، وفي الوقت نفسه وجدنا المزارعين يسقون من مياهه، والسبب في ذلك عدم توفر مياه نظيفة لرى الأراضى، فنحن نعتمد على المياه الجوفية ونهر النيل على بعد أمتار منا».
0 التعليقات:
إرسال تعليق